الجمعة، 19 فبراير 2016

أهمية أعزاز السورية لتركيا والأكراد؟

أهمية أعزاز السورية لتركيا والأكراد؟

Image copyrightAP
Image captionرئيس الوزراء التركي يتعهد بعدم السماح بسقوط أعزاز
تواجه تركيا انتقادات متزايدة لقصفها قوات كردية عبر الحدود الشمالية لسوريا.
وقالت الحكومة التركية إن قواتها ردت - وفقا لقواعدها الخاصة بالاشتباك - على نيران من أعضاء في وحدات الحماية الشعبية الكردية فيما كانت هذه الميليشيا تتقدم باتجاه مدينة أعزاز السورية التي يسيطر عليها المتمردون، والتي تبعد 7 كيلومترات فقط عن الحدود.
ولكن المجتمع الدولي لم يقتنع بهذا الطرح.
فقد دعت الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي تركيا إلى الكف عن ضرب الاكراد، فيما حثها مجلس الأمن الدولي على "الامتثال للقانون الدولي."
وكان رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو قد قال في وقت سابق من الأسبوع الحالي إن القصف نجح في وقف تقدم وحدات حماية الشعب في أعزاز وتعهد "برد فعل قاس" إذا حاولت التقدم صوب المدينة ثانية.
وأعلن "لن نسمح بسقوط أعزاز"، مضيفا "على العالم كله أن يعرف ذلك."

طريق إمدادات

Image copyrightAFP
Image captionآلاف النازحين لجأوا إلى منطقة أعزاز
إذن لماذا هذه المدينة الصغيرة مهمة جدا لتركيا؟
وقال كان أكون، الباحث بمركز سيتا التركي للبحوث المستقبلية وهو مركز موال للحكومة "أعزاز ومحيطها مهمة للغاية للأمن القومي التركي ومستقبل النزاع في سوريا."
وأضاف قائلا "إن هذه المنطقة تقع في الممر الممتد بين الحدود التركية ومدينة حلب، لذلك فإن أعزاز ذات أهمية استراتيجية للإغاثة الإنسانية لقوات المتمردين بالمنطقة."
ولكن طريق الإمدادات لحلب تم قطعه في 3 فبراير/ شباط الجاري جراء هجوم القوات الحكومية المدعومة بالغارات الجوية الروسية، مما كسر حصار المتمردين لمدينتين جنوبي أعزاز.
ومنذ ذلك الحين، واصلت القوات الحكومية تقدمها شمالا صوب الحدود، فيما استغلت وحدات حماية الشعب الموقف وشرعت في التقدم شرقا من جيبها حول أفرين، لتستولي على قاعدة ميناغ الجوية ومدينة تل رفعت من أيدي المتمردين.
ويقول الصحفي جنكيز كاندار، الذي يعتقد أن الأهمية الاستراتيجية لأعزاز بالنسبة للحكومة التركية نابعة من مخاوف أخرى "إن طريق الإمدادات من أعزاز لحلب لم يعد يعمل."
ويضيف قائلا "إن تركيا تريد تصوير هذه المنطقة للولايات المتحدة والتحالف الدولي كمنطقة يمكنهم التحرك منها ضد جماعة الدولة الإسلامية. علاوة على أن الأكراد (لو نجحوا في الاستيلاء عليها) يمكنهم ربط جيوبهم عبر الحدود، الأمر الذي تعتبره تركيا تهديدا أمنيا."
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، حليفة لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي شن لعقود حملة مسلحة في الأراضي التركية.
Image copyrightReuters
Image captionوحدات الحماية الشعبية حليفة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة
وتدرج كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، ولكن واشنطن ترى وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري باعتبارهما القوى الوحيدة الفاعلة في مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض.
وتسيطر الجماعات الكردية حاليا على أغلب الحدود السورية مع تركيا، باستثناء نحو 100 كيلومتر تمتد من أعزاز إلى مدينة جرابلس التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول فابريس بلاش، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "أعزاز تمثل رمزا لتركيا."
وأوضح قائلا "إذا نجح الأكراد في الاستيلاء على أعزاز، فيمكنهم حينئذ بسط سيطرتهم على الأراضي بين جيبي كوباني وأفرين. ورئيس الوزراء التركي داود أوغلو يخشى أنه إذا استولى الأكراد على أعزاز، فيمكنهم حينئذ بدء هجوم كبير من كوباني صوب الغرب ومن أفرين صوب الشرق."
ولكن جنكيز كاندار يعتقد أنه يمكن الربط بين الجيبين دون السيطرة على أعزاز.

سيطرة حدودية

كما أن البنية الديموغرافية لأعزاز مهمة لتركيا أيضا، فإلى جانب العرب والأكراد تعيش أقلية تركمانية بالمنطقة أيضا.
ويقول فابريس بلانش "ولأعزاز أهمية كبيرة بسبب الدعم الذي تحصل عليه جماعات التمرد من تركيا."
ومضى يقول "إذا استولى الأكراد على أعزاز، فان جماعات التمرد لن يكون لديها نقطة دخول لسوريا. وهذه هي الاستراتيجية الروسية. بسيطة للغاية - دع الأكراد يسيطرون على المنطقة الحدودية واقطع الطريق بين تركيا وحلب."
ونشرت صحيفة صباح التركية الموالية للحكومة الثلاثاء خبر سفر 500 من المتمردين من إقليم أدلب إلى أعزاز عبر تركيا خلال الأيام الماضية.
فهل تخاطر تركيا بالتورط في الحرب السورية منفردة من أجل حماية أعزاز؟
وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أعلنها مؤخرا بجلاء انه ليست هناك خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا.
وأكد مسؤول تركي لبي بي سي مجددا أن تركيا لا تعتزم التصرف منفردة إلا إذا وقعت تغيرات كبيرة على الأرض، ولكنها تحاول إقناع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة بإرسال قوات داخل سوريا.
Image copyrightEPA
Image captionتركيا اتهمت روسيا بقصف المستشفيات في أعزاز
ويقول كان أكون "أعتقد لو أن تركيا ودول الخليج مصممة بجدية، فيمكنها إقناع الولايات المتحدة بتغيير موقفها."
ويضيف قائلا "خطوة كهذه ستوفر ملاذا آمنا (للنازحين السوريين) أيضا، ويمكن أن تحوز دعم الاتحاد الأوروبي الذي يواجه أزمة لاجئين كبرى."
ورغم ذلك، يعتقد فابريس بلانش أن واشنطن ليست معنية بالانجرار أكثر من ذلك في النزاع السوري، وأن الحرب بالوكالة ستستمر بدلا منذ ذلك.
ويقول "إن الولايات المتحدة تريد الإبقاء على الأكراد في صفها. ولكن واشنطن تعلم أنه إذا واصلت تركيا قصفهم فإنهم سيتحولون إلى روسيا، لذلك فإن الولايات المتحدة بحاجة للتفاوض بين تركيا والأكراد، ولكن الأمر صعب لأن واشنطن ضعيفة حاليا – فهذا عام الانتخابات."
ويضيف بلانش "ربما على الأتراك الانتظار للعام المقبل حتى تكون هناك إدارة أمريكية جديدة تتدخل أكثر في سوريا وتكون عدائية أكثر إزاء روسيا. ربما يحلمون برونالد ريجان جديد يقول "أمريكا تعود."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق