أعربت صحف عربية صادرة في صباح 14 ديسمبر/ كانون الأول عن تخوفات من "ميلاد نازية جديدة" في فرنسا بعد أن جاء حزب الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) الذي تتزعمه مارين لوبن في المركز الثالث بالانتخابات البلدية.
على نفس المنوال، شنّ بعض المعلقين هجوما على مرشح الرئاسة الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، حيث حذر البعض من أن يكون الأخير قد حصد شعبية في بلاده إثرتصريحاته المطالبة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
"عدائية متأصلة"
في الجزيرة السعودية، يقول أحمد الفراج: "أفكار مارين لوبن لا تبتعد كثيرا عن أفكار الزعيم النازي، أدولف هتلر، والذي كاد أن يدمر البشرية، وهذا يعني ميلاد نازية جديدة في قلب أوروبا، أي في فرنسا، معقل التسامح والديمقراطية. كما أن انتخاب مارين لوبن سيؤثر حتما على علاقات فرنسا بالدول العربية والإسلامية، وبالذات الدول الأكثر أهمية، مثل دول الخليج، وتحديدا، المملكة العربية السعودية".
و يتابع: "فرنسا بتاريخها العظيم وعلاقاتها المتميزة، والنموذجية، مع دول العالم أجمع أهم ألف مرة للفرنسيين من مستقبل زعيمة عنصرية، تطمح إلى إعادة التاريخ الأوروبي النازي، والفاشي، بأبشع صوره، ولا يوجد من هو أحرص على ترسيخ القيم الإنسانية العظيمة من شعب فرنسا، وعلى زعيمة النازية الجديدة، مارين لوبن، أن تدرك ذلك".
ويقول جميل الذيابي في عكاظ السعودية: "الحملات الفاشية لهذه السيدة المسعورة على المهاجرين والمسلمين تؤكد نازية وعدائية متأصلة في سلوكها، حتى وإن زعمت أنها تهدف لحماية التركيبة الديموغرافية في فرنسا، فهذه المحامية المطلقة التي أقصت والدها من زعامة الحزب الذي أسسه في عام 1972 ظهرت على حقيقتها حين بدأت تنادي بطرد المهاجرين، واجتثاث المسلمين من أوروبا الغربية، وتنغيص عيش الحكومة الفرنسية في حال فوز حزبها في انتخابات المناطق".
وفي الخليج الإماراتية، يشير مفتاح شعيب إلى أن نتائج الانتخابات المحلية "تكفي هذا اليمين ليفرض نفسه قوة سياسية أساسية حتى ولو تراجعت حظوظه في الجولة الانتخابية الثانية".
ويقول الكاتب: "لقد بلغ الفزع بالأحزاب الاشتراكية وبرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من انقسام فرنسي خطر قد يؤدي إلى حرب أهلية، وهو تعبير استخدمه لاستنفار الناخبين إلى صناديق الاقتراع ومنع حزب ماري لوبان من الاقتراب أكثر من دوائر السلطة".
وتابع الكاتب قائلا إن "الفوز بنسبة خطيرة في انتخابات المناطق من شأنه أن يمنح اليمين المتطرف منصة نموذجية تمكنه من القفز بسهولة إلى سدة الحكم سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، وهو أمر غير مستبعد إذا فشلت الأحزاب الأخرى في إيجاد إجابات مقنعة للرأي العام عن أسباب صعود اليمين المتطرف في الأشهر الأخيرة".
في السياق ذاته، يقول محمد بلوط في السفير اللبنانية إن "مارين لوبن خسرت الانتخابات لكن ’الجبهة الوطنية‘ لم تُهزم".
يقول الكاتب إن "درس الانتخابات أمس هو أن اليمين واليسار على السواء خاسران انتخابيا على المدى الأبعد. سواء انتصرت مارين لوبن أو خسرت فإنها لن تتوقف عن حصد المزيد من الأصوات".
ومضى الكاتب قائلا إن "الانتصار سيزيد، على المدى القصير، شعبية زعيمة ’الجبهة الوطنية‘ التي تخيف الأحزاب التي لم تنجح في حل مشكلة البطالة التي تطال أربعة ملايين فرنسي، ولا في وقف موجات الهجرة التي تلوّح لوبن بخطرها في كل مناسبة، ولا في ضمان أمن فرنسا، بعد هجمات داعش في قلب باريس قبل شهر".
"سياسة انتخابية"
في الرأي الكويتية، يرى حسن عباس أن الهجوم "العنصري" الذي شنّه دونالد ترامب على المسلمين هو "سياسة انتخابية".
يقول عباس: "يبدو أن الخطاب العنصري حصان طروادة لترامب ولفريقه الانتخابي على عكس ما كان يتصور الناس، فالطرح العنصري بدا أنه آخذ بحصد الثمار وخلال مدة قصيرة للغاية".
وعلى نفس المنوال، تقول أميمة الخميس في الرياض السعودية إن تصريحات ترامب الأخيرة "استغلال حالة الإسلاموفوبيا التي يعيشها العالم مستهدفاً في حملته بالطبع أصوات اليمين الأمريكي".
وتتابع الكاتبة: "بالطبع شخصية قادمة من أقصى اليمين المتطرف مثل ترامب من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تصل إلى سدة الرئاسة، لسبب بسيط فبرنامجها الانتخابي وشعارات المرشح تتعارض مع الدستور الأميركي العلماني نفسه".
ويخالفها في الرأي أحمد حبتور في البيان الإماراتية، و الذي يدعو العرب إلى مواجهة تصريحات ترامب، محذرا من أن فرص الأخير في الوصول إلى الحكم لا يجب الإستهانة بها.
ويقول الكاتب: " أود أن أحضّ جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على المبادرة فوراً إلى إصدار بيانات إدانة واستنكار، وأناشد جميع القادة العرب إدراج ترامب، وكل من هم على صلة بحملته الانتخابية أو يتعاملون معه تجارياً، على القائمة السوداء".
و يتابع: "إذا لم نبدِ استعداداً للدفاع عن مصالحنا، متسلّحين بالثقة بأن ترامب سيتعثّر ويسقط قبل نهاية السباق، فقد نكون على موعد مع مفاجأة سيئة".
(الحدث الجنوبية) bbc– أبرزت صحف عربية صادرة صباح الإثنين 31 أغسطس/ آب أزمة اللاجئين السوريين المتصاعدة.
وبينما اتفق الكُتاب على توصيف الأزمة باعتبارها “مأساة” و”وصمة عار”، اختلفوا حول الطرف الذي يتحمل المسؤولية عنها.
ومن جانبها، اهتمت الصحف المصرية باحتجاج وزارة الخارجية على تصريحات السفير البريطاني التي انتقد فيها الحكم بالسجن ثلاث سنوات على صحفيي الجزيرة الثلاثة.
“الإنسانية في انحطاط”
تشير المستقبل اللبنانية إلى أن “أزمة المهاجرين أثارت أزمة حادة في أوروبا في ظل ملاحظات وانتقادات متبادلة حول كيفية معالجة هذه المشكلة”.
تأسف فريهان سطعان الحسن في الغد الأردنية للأزمة، قائلة إننا ” شاهدنا كيف تُقتل الإنسانية، وكيف يموت الضمير”.
وتتنقد الكاتبة الدول الأوروبية قائلة: “أما العشرات ممن اختاروا الوصول الى ’اليابسة‘ في النمسا، فكان موتهم ذا طابع مختلف.
فقد أغلقت أوروبا الأبواب في وجوههم وبددت آمالهم، وتخلت عن مسؤولية ’إنسانية‘ لطالما كانت قد رددتها بخطابات رنانة”.
على المنوال نفسه، يقول مفتاح شعيب في الخليج الإماراتية: “الغرب، الذي يدعي صحوة الضمير، مسؤول بدرجة كبيرة عن محنة هؤلاء اللاجئين، فلولا سياساته التي شجعت على الفوضى ضمن ما سمي ’الثورات‘ لما أمكن مشاهدة عشرات الآلاف من المهاجرين يتراكمون على الحدود الأوروبية”.
“الإنسانية في انحطاط” كان عنوان المقال الذي كتبه حسن عبد الله عباس في الرأي العام الكويتية.
ويقول الكاتب “إن منظر جثث اللاجئين تتقاذفها أمواج البحر وترميها على شواطئ ليبيا ما هي إلا وصمة عار على جبين الإنسان والبشرية”.
ويأسف الكاتب لأن ” الــعــرب والله أصــبــحــوا مــضــحـَـكة العالم. كيف يمكن أن تكون لهم قيمة وهم يفعلون ما يفعلون بأنفسهم”.
ويطرح منار الرشواني في الغد أن “مأساة الاستجابة للجوء السوري تبدو عربية أساسًا”، قائلاً إنه “منطقي ومحق أن يتساءل المؤمنون فعلاً بـ’الأمة العربية الواحدة‘عن تقاعس الدول العربية الغنية عن مساندة اللاجئين”.
لكن الكاتب يتساءل: “هل من حق الأسد وإيران إبادة السوريين بكل شكل ممكن، فيما يتوجب على من لا يوافقهما في ذلك دفع الثمن؟”
“أزمة مع سفير بريطانيا”
أبرزت معظم الصحف المصرية خبر استدعاء السفير البريطاني جون كاسون في صفحاتها الأولى.
تقول الوفد في صدر صفحتها الأولى: “أزمة بين القاهرة ولندن وأنباء عن تأجيل زيارة السيسي”. وتمضي الصحيفة قائلة: “الخارجية تتصدي للتطاول البريطاني”.
وتنقل عن وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي قوله إن تصريحات كاسون “تخالف القواعد الدبلوماسية والتقاليد العريقة التي تقوم عليها الدبلوماسية البريطانية”.
اليوم السابع تحمل عنوانًا رئيسيًا يقول: “أزمة مع سفير بريطانيا.”
وتشير المصري اليوم إلى “تصاعد ردود الفعل” على الحكم ضد صحفيي الجزيرة مشيرة إلى أن “الخارجية استنكرت بشدة ’التدخل في شؤون القضاء‘”.
أظهرت بعض الصحف الخليجية تعاطفًا مع الموقف المصري. ” مصر ترفض دروس سفير بريطانيا” كان واحدًا من عناوين الوطن السعودية.
وتحمل الاتحاد الإماراتية عنوانًا يقول: “مصر تدافع عن القضاء: لا ننتظر دروسًا من أحد.”
تغيرت صورة المرأة تدريجياً في الإعلام العربي لتتحول من ربة المنزل المطيعة إلى امرأة أكثر استقلالية مع زيادة وسائل الاتصال سواء في الإعلام الخاص أو على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويُعد الشرق الأوسط من أسوأ المناطق التي يمكن أن تعيش فيها في العالم من حيث توفر الحقوق والمشاركة والمساواة بين الجنسين.
ورغم أن النساء يشكلن نحو 49.7% من إجمالي عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويبلغ 345.5 مليون نسمة إلا أن المنطقة حلت في المركز الأخير من حيث الفجوة بين الجنسين، وذلك وفقا لإحصائيات المنتدى الاقتصادي العالمي في 2015.
واحتلت مصر المرتبة الـ 136 من بين 145 دولة من حيث الفجوة بين الجنسين، بعد السعودية التي جاءت في المركز الـ134 بينما تذيل اليمن القائمة.
إضافة لذلك، فقد صُنفت مصر الدولة الأسوأ للنساء على مستوى العالم العربي وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة تومسون رويترز واستعانت فيها بخبراء متخصصين في مجال قضايا المرأة عام 2013، واعتمدت الدراسة على مستويات التحرش الجنسي وختان الإناث والعنف ضد المرأة.
مع أخذ هذه الإحصائيات في الاعتبار، يمكن القول أن المرأة العربية تعيش في دائرة خاصة من النضال الذي قلّما تعبر عنه الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام. غير أن دلالات تشير إلى تغيير اتجاه الإعلام من قضايا المرأة.
صورة تقليدية وتغطية ضعيفة
تتسم تغطية قطاع كبير من الإعلام العربي بالتقليدية في التعامل مع قضايا المرأة. فنجد أن كثيرا من الصحف العربية إن لم يكن أغلبها تخصص صفحات وملفات دورية عن المرأة، غير أن المُتابع لتلك الصفحات يلاحظ أن معظمها يحصُر التغطية على قضايا الأسرة والموضة ووصفات الطهو، مما يوحي بأن دور المرأة يقتصر على كونها زوجة وأما.
وقد ربط عدد من الدراسات التي أُجريت حول تمثيل المرأة العربية في الإعلام بين صورة المرأة كزوجة وأم وبين استغلال المرأة كسلعة في المواد الإعلانية والدرامية.
وتبقى القضايا الأكثر محورية وتأثيرا في حياة المرأة العربية كالمساواة في مكان العمل والتحرش الجنسي، أقل تمثيلا وتندرج غالباً تحت قائمة القضايا الاجتماعية والمحتوى الجاد وتُجنَب من صفحات المرأة.
وعلى الرغم من تزايد جرأة ونسبة تناول تلك القضايا، وتزايد أعداد النساء العاملات في مجال الإعلام، إلا أن أغلب الخبراء الذين يتم استضافتهم في البرامج للتعليق على تلك القضايا هم من الرجال، وينحصر وجود المرأة في دور الضحية أو شاهدة العيان.
لكن بصيص من الأمل يُطل مع عدد متزايد من المذيعات المُحنكات اللاتي يُدرن برامج حوارية مؤثرة على الساحة العربية، إضافة لعدد من البرامج النسائية التي تتناول قضايا المرأة من وجهة نظر نسوية.
ولعل أحد أبرز تلك البرامج وأطولها عمرا هو برنامج "كلام نواعم" الذي تذيعه قناة MBC السعودية منذ 2002.
ويتناول البرنامج القضايا الاجتماعية المؤثرة في حياة المرأة العربية كما يحاور قادة وشخصيات نسائية عامة عربية ودولية في إطار رسم صورة مغايرة للمرأة النموذجية مٌحاولاً تسليط الضوء على الأدوار القيادية والريادية للمرأة العربية.
مثال آخر، لبرنامج تلفزيوني لافت على الشاشات العربية برنامج "كلام كبير" الذي أطلقته الطبيبة هبة قطب على قناة المحور المصرية وتتناول فيه قضايا جنسية من منظور طبي، لتتحدى موروثا مُحافظا يتعامل مع الجنس بكل حذر.
مواقعالتواصل الاجتماعي وخلق التغيير
وبينما يبدو الإعلام التقليدي مُستجيباً للتغيرات الاجتماعية التي تطرأ على صورة المرأة العربية النمطية، يبقى الإعلام الاجتماعي المُحرك الأقوى في اتجاه هذا التغيير، من خلال عدد متزايد من المبادرات والحركات النسوية الساعية لرسم صورة أكثر استقلالية وتحررا من ذي قبل.
ولعل أحد أبرز المبادرات هي مبادرة حملت عنوان "انتفاضة المرأة في العالم العربي" التي انطلقت في 2012 في أعقاب الانتفاضات الشعبية في 2011، "لمناصرة حقوق المرأة الانسانية وحريتها واستقلاليتها في العالم العربي"، كما تقول صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وتُعد تلك الصفحة التي يتابعها نحو 120.000 مُتابع، هي المِنبر الرئيسي للمبادرة التي أطلقتها 4 ناشطات عربيات من مصر ولبنان وفلسطين. وتقوم الصفحة بالحشد لفاعليات رفض جميع أشكال العنف ضد المرأة، كما تسعى لنشر مفاهيم الحرية والمساواة.
وتكمن قوة الدور الذي يلعبه الإعلام الاجتماعي في كونه أولاً يتيح فرصة حقيقية للمرأة للتعبير عن قضاياها بلغتها والحشد من أجل التعاطي معها، ومن ثم أصبح كذلك يتحدى طرح وسائل الإعلام التقليدية بل ويحدد أولويات القضايا التي يتناولها ذلك الطرح.
ولعل المبادرات الهادفة لمواجهة العنف والتحرش الجنسي تقدم مثلاً واضحا لأثر الإعلام الاجتماعي في إحداث تغيير ملموس.
وتأتي على رأس تلك المبادرات تأتي "شُفت تحرُش" في مصر، التي سجلت أعلى نسبة للتحرش الجنسي في الدول العربية، والتي بدأت في أعقاب تزايد حدة الاعتداءات على النساء تزامناً مع التوتر الأمني في 2013.
وقامت فكرة الحملة في البداية على رسم خرائط بأماكن الاعتداءات ومن ثَم دعم الضحايا، غير أنها مع الوقت تحولت لعدة نشاطات فرعية تتضمن مجموعة من المتطوعين يعملون على تأمين المسيرات النسائية ونشر الوعي ضد الظاهرة.