الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

مخاوف من صعود أقصى اليمين في الانتخابات البلدية الفرنسية

مخاوف من صعود أقصى اليمين في الانتخابات البلدية الفرنسية

  • 14 ديسمبر/ كانون الأول 2015
Image copyrightReuters
Image captionتركز لوبان على تنامي الهجرة وخطرها على تغيير التركيبة الديمغرافية في فرنسا
أعربت صحف عربية صادرة في صباح 14 ديسمبر/ كانون الأول عن تخوفات من "ميلاد نازية جديدة" في فرنسا بعد أن جاء حزب الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) الذي تتزعمه مارين لوبن في المركز الثالث بالانتخابات البلدية.
على نفس المنوال، شنّ بعض المعلقين هجوما على مرشح الرئاسة الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، حيث حذر البعض من أن يكون الأخير قد حصد شعبية في بلاده إثرتصريحاته المطالبة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

"عدائية متأصلة"

في الجزيرة السعودية، يقول أحمد الفراج: "أفكار مارين لوبن لا تبتعد كثيرا عن أفكار الزعيم النازي، أدولف هتلر، والذي كاد أن يدمر البشرية، وهذا يعني ميلاد نازية جديدة في قلب أوروبا، أي في فرنسا، معقل التسامح والديمقراطية. كما أن انتخاب مارين لوبن سيؤثر حتما على علاقات فرنسا بالدول العربية والإسلامية، وبالذات الدول الأكثر أهمية، مثل دول الخليج، وتحديدا، المملكة العربية السعودية".
و يتابع: "فرنسا بتاريخها العظيم وعلاقاتها المتميزة، والنموذجية، مع دول العالم أجمع أهم ألف مرة للفرنسيين من مستقبل زعيمة عنصرية، تطمح إلى إعادة التاريخ الأوروبي النازي، والفاشي، بأبشع صوره، ولا يوجد من هو أحرص على ترسيخ القيم الإنسانية العظيمة من شعب فرنسا، وعلى زعيمة النازية الجديدة، مارين لوبن، أن تدرك ذلك".
ويقول جميل الذيابي في عكاظ السعودية: "الحملات الفاشية لهذه السيدة المسعورة على المهاجرين والمسلمين تؤكد نازية وعدائية متأصلة في سلوكها، حتى وإن زعمت أنها تهدف لحماية التركيبة الديموغرافية في فرنسا، فهذه المحامية المطلقة التي أقصت والدها من زعامة الحزب الذي أسسه في عام 1972 ظهرت على حقيقتها حين بدأت تنادي بطرد المهاجرين، واجتثاث المسلمين من أوروبا الغربية، وتنغيص عيش الحكومة الفرنسية في حال فوز حزبها في انتخابات المناطق".
وفي الخليج الإماراتية، يشير مفتاح شعيب إلى أن نتائج الانتخابات المحلية "تكفي هذا اليمين ليفرض نفسه قوة سياسية أساسية حتى ولو تراجعت حظوظه في الجولة الانتخابية الثانية".
ويقول الكاتب: "لقد بلغ الفزع بالأحزاب الاشتراكية وبرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من انقسام فرنسي خطر قد يؤدي إلى حرب أهلية، وهو تعبير استخدمه لاستنفار الناخبين إلى صناديق الاقتراع ومنع حزب ماري لوبان من الاقتراب أكثر من دوائر السلطة".
وتابع الكاتب قائلا إن "الفوز بنسبة خطيرة في انتخابات المناطق من شأنه أن يمنح اليمين المتطرف منصة نموذجية تمكنه من القفز بسهولة إلى سدة الحكم سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، وهو أمر غير مستبعد إذا فشلت الأحزاب الأخرى في إيجاد إجابات مقنعة للرأي العام عن أسباب صعود اليمين المتطرف في الأشهر الأخيرة".
في السياق ذاته، يقول محمد بلوط في السفير اللبنانية إن "مارين لوبن خسرت الانتخابات لكن ’الجبهة الوطنية‘ لم تُهزم".
يقول الكاتب إن "درس الانتخابات أمس هو أن اليمين واليسار على السواء خاسران انتخابيا على المدى الأبعد. سواء انتصرت مارين لوبن أو خسرت فإنها لن تتوقف عن حصد المزيد من الأصوات".
ومضى الكاتب قائلا إن "الانتصار سيزيد، على المدى القصير، شعبية زعيمة ’الجبهة الوطنية‘ التي تخيف الأحزاب التي لم تنجح في حل مشكلة البطالة التي تطال أربعة ملايين فرنسي، ولا في وقف موجات الهجرة التي تلوّح لوبن بخطرها في كل مناسبة، ولا في ضمان أمن فرنسا، بعد هجمات داعش في قلب باريس قبل شهر".

"سياسة انتخابية"

Image copyrightReuters
في الرأي الكويتية، يرى حسن عباس أن الهجوم "العنصري" الذي شنّه دونالد ترامب على المسلمين هو "سياسة انتخابية".
يقول عباس: "يبدو أن الخطاب العنصري حصان طروادة لترامب ولفريقه الانتخابي على عكس ما كان يتصور الناس، فالطرح العنصري بدا أنه آخذ بحصد الثمار وخلال مدة قصيرة للغاية".
وعلى نفس المنوال، تقول أميمة الخميس في الرياض السعودية إن تصريحات ترامب الأخيرة "استغلال حالة الإسلاموفوبيا التي يعيشها العالم مستهدفاً في حملته بالطبع أصوات اليمين الأمريكي".
وتتابع الكاتبة: "بالطبع شخصية قادمة من أقصى اليمين المتطرف مثل ترامب من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تصل إلى سدة الرئاسة، لسبب بسيط فبرنامجها الانتخابي وشعارات المرشح تتعارض مع الدستور الأميركي العلماني نفسه".
ويخالفها في الرأي أحمد حبتور في البيان الإماراتية، و الذي يدعو العرب إلى مواجهة تصريحات ترامب، محذرا من أن فرص الأخير في الوصول إلى الحكم لا يجب الإستهانة بها.
ويقول الكاتب: " أود أن أحضّ جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على المبادرة فوراً إلى إصدار بيانات إدانة واستنكار، وأناشد جميع القادة العرب إدراج ترامب، وكل من هم على صلة بحملته الانتخابية أو يتعاملون معه تجارياً، على القائمة السوداء".
و يتابع: "إذا لم نبدِ استعداداً للدفاع عن مصالحنا، متسلّحين بالثقة بأن ترامب سيتعثّر ويسقط قبل نهاية السباق، فقد نكون على موعد مع مفاجأة سيئة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق