عيد "نوروز" عند الإيرانيين و الأكراد..ماسرّ النار؟
يحتفل الأكراد و الإيرانيين في 21 آذار من كل عام بعيد النوروز ومعناه بالعربي "يوم جديد" وهو اليوم الفاصل بين الشتاء والربيع من السنة.
أصل عيد نوروز
هناك عدة أساطير حول قصة عيد النوروز، هو ان عيد "نوروز" اخترعه زرادشت نفسه، وهو مؤسس الديانة الزردشتية، وعاش في مناطق أذربيجان وكردستان وإيران وتركيا، وظلت تعاليمه وديانته هي المنتشرة في مناطق واسعة من وسط آسيا إلى موطنه الأصلي إیران حتى ظهور الإسلام.
و الأسطورة الثانية هي أنه كان ملك الزمان - الملك الضحاك - ظالما متجبرا وكان قظهر على منكبيه نتوءان قبيحان يشبهان راسي حنشين! عجز أطباء الزمان عن استئصالها فاضطروا إلى دهن كل نتوء بمخ إنسان كل يوم ما أدى إلى ذبح شخصين كل يوم من بين الرعية، ومع الزمن دب الرعب بين الناس فهجروا البلاد إلى الجبال والوديان ثم ثار فيهم (كاويان( الحداد واجتمع حوله الناس، وثاروا على الملك الضحاك وكان هذا عيدا سموه "نوروز".
والأسطورة الثالثة فتعود إلى الملك جمشيد، والتي تزعم إلى أنه "استطاع إنقاذ الجنس البشري من فصل الشتاء الذي كان مقدراً له أن يقتل كل الكائنات الحية، وقام جمشيد بتشييد عرش مرصع بالألماس، ثم رفعه الجن إلى السماء، وهناك جلس على عرشه كالشمس في السماء، ثم تجمعت جميع المخلوقات حوله، فسمي هذا اليوم بالنوروز".
إضرام النار أما الأسطورة الرابعة فهي يقوم بإحياء طقوسها جميع الأكراد، حيث يحيي الشعب الكردي "نوروز" بإشعال النيران في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأفغانستان وكازاخستان ودول أخرى وسط آسيا، الذي يعود إلى عصور قديمة، وفق الأسطورة أن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.
وتتحدث هذه الأسطورةعن قيام شخص يدعى “كاوا”، والمعروف بمناصرته للخير، بمقاومة الملك الظالم “زوهاك” (أي التنين أو الأفعى الكبيرة بالكردية) والانتصار عليه وإشعال النيران في قصره، واحتفالا بذلك يقوم مناصرون لـ“كاوا” بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيرا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر
ولا يوجد تاريخ واضح المنشأ لـ عيد "نوروز" هو أيضاً يوم مقدس بالنسبة لأديان أخرى مثل الإسماعيليين والعلويين وأتباع الدين البهائي.
الإيرانيين
ويعتبر عيد نوروز عيد القومي لدى الشعب الإيراني وهو رأس السنة الفارسية "الهجري الشمسي"، وتعطل كل الجهات الحكومية والاهلية في إيران اعتبارا من 20 آذار لمدة خمسة أيام والمدارس والجامعات لمدة 14یوم، إذ زيادة عن كونه العيد الرسمي لرأس السنة، فإنه اليوم الأول من شهر " فرڤردين " أول شهور السنة الفارسية، ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي 21آذار أي في نفس الوقت الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة، كما أنه يوم للتسامح وبدء الأفراح و موسم المحاصيل بحسب "هافينتغون بوست".
وتعود جذور نوروز جزئيا إلى التقاليد الدينية من الزرادشتية و المجوسية حيث كانت الممارسات الزرادشتية تهيمن على كثير من تاريخ بلاد فارس القديمة ويعتقد بأن عيد "نوروز" قد اخترعه "زرادشت" نفسه، على الرغم من أنه لا يوجد تاريخ واضح المنشأ. نوروز هو أيضا يوم مقدس بالنسبة لأديان أخرى مثل الإسماعيليين والعلويين وأتباع الدين البهائي.
الأكراد
أما أكراد شمالي العراق يحتفلوا بعيد الـ"نوروز" في 21 آذار من كل عام، وتعتبره الحكومة العراقية عطلة رسمية، وتبقى للنوروز خصوصيته عند الأكراد، حيث تعطل مؤسسات إقليم كردستان ثلاثة أيام.
و يعتبر النوروز عند الأكراد بشكل عام عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم، والنوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة.
طقوس عيد نوروز
ومن طقوس نوروز لدى الكورد هي التزيين باللباس الكوردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار والاحتفال به والخروج من البيوت إلى الطبيعة وتحضير الأطعمة التقليدية، ولدى الفرس من الأعمال المحبوب عملها في نوروز والتي تعتبر من الطقوس الجميلة هي وضع سُفرة أو مائدة تتضمن 7 اشياء تبدأ بحرف السين "هفت سين" مثل: سير _ثوم، سكه "عمله نقدية"، سنجر "فاكهه مجففه"، سبزي "خضره"، سبيكه "سبيكه من الذهب"، ساهون "حلويات"، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.
يشار إلى أن "نوروز" من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريين، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم.
أصل عيد نوروز
هناك عدة أساطير حول قصة عيد النوروز، هو ان عيد "نوروز" اخترعه زرادشت نفسه، وهو مؤسس الديانة الزردشتية، وعاش في مناطق أذربيجان وكردستان وإيران وتركيا، وظلت تعاليمه وديانته هي المنتشرة في مناطق واسعة من وسط آسيا إلى موطنه الأصلي إیران حتى ظهور الإسلام.
و الأسطورة الثانية هي أنه كان ملك الزمان - الملك الضحاك - ظالما متجبرا وكان قظهر على منكبيه نتوءان قبيحان يشبهان راسي حنشين! عجز أطباء الزمان عن استئصالها فاضطروا إلى دهن كل نتوء بمخ إنسان كل يوم ما أدى إلى ذبح شخصين كل يوم من بين الرعية، ومع الزمن دب الرعب بين الناس فهجروا البلاد إلى الجبال والوديان ثم ثار فيهم (كاويان( الحداد واجتمع حوله الناس، وثاروا على الملك الضحاك وكان هذا عيدا سموه "نوروز".
والأسطورة الثالثة فتعود إلى الملك جمشيد، والتي تزعم إلى أنه "استطاع إنقاذ الجنس البشري من فصل الشتاء الذي كان مقدراً له أن يقتل كل الكائنات الحية، وقام جمشيد بتشييد عرش مرصع بالألماس، ثم رفعه الجن إلى السماء، وهناك جلس على عرشه كالشمس في السماء، ثم تجمعت جميع المخلوقات حوله، فسمي هذا اليوم بالنوروز".
إضرام النار أما الأسطورة الرابعة فهي يقوم بإحياء طقوسها جميع الأكراد، حيث يحيي الشعب الكردي "نوروز" بإشعال النيران في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأفغانستان وكازاخستان ودول أخرى وسط آسيا، الذي يعود إلى عصور قديمة، وفق الأسطورة أن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.
وتتحدث هذه الأسطورةعن قيام شخص يدعى “كاوا”، والمعروف بمناصرته للخير، بمقاومة الملك الظالم “زوهاك” (أي التنين أو الأفعى الكبيرة بالكردية) والانتصار عليه وإشعال النيران في قصره، واحتفالا بذلك يقوم مناصرون لـ“كاوا” بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيرا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر
ولا يوجد تاريخ واضح المنشأ لـ عيد "نوروز" هو أيضاً يوم مقدس بالنسبة لأديان أخرى مثل الإسماعيليين والعلويين وأتباع الدين البهائي.
الإيرانيين
ويعتبر عيد نوروز عيد القومي لدى الشعب الإيراني وهو رأس السنة الفارسية "الهجري الشمسي"، وتعطل كل الجهات الحكومية والاهلية في إيران اعتبارا من 20 آذار لمدة خمسة أيام والمدارس والجامعات لمدة 14یوم، إذ زيادة عن كونه العيد الرسمي لرأس السنة، فإنه اليوم الأول من شهر " فرڤردين " أول شهور السنة الفارسية، ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي 21آذار أي في نفس الوقت الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة، كما أنه يوم للتسامح وبدء الأفراح و موسم المحاصيل بحسب "هافينتغون بوست".
وتعود جذور نوروز جزئيا إلى التقاليد الدينية من الزرادشتية و المجوسية حيث كانت الممارسات الزرادشتية تهيمن على كثير من تاريخ بلاد فارس القديمة ويعتقد بأن عيد "نوروز" قد اخترعه "زرادشت" نفسه، على الرغم من أنه لا يوجد تاريخ واضح المنشأ. نوروز هو أيضا يوم مقدس بالنسبة لأديان أخرى مثل الإسماعيليين والعلويين وأتباع الدين البهائي.
الأكراد
أما أكراد شمالي العراق يحتفلوا بعيد الـ"نوروز" في 21 آذار من كل عام، وتعتبره الحكومة العراقية عطلة رسمية، وتبقى للنوروز خصوصيته عند الأكراد، حيث تعطل مؤسسات إقليم كردستان ثلاثة أيام.
و يعتبر النوروز عند الأكراد بشكل عام عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم، والنوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة.
طقوس عيد نوروز
ومن طقوس نوروز لدى الكورد هي التزيين باللباس الكوردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار والاحتفال به والخروج من البيوت إلى الطبيعة وتحضير الأطعمة التقليدية، ولدى الفرس من الأعمال المحبوب عملها في نوروز والتي تعتبر من الطقوس الجميلة هي وضع سُفرة أو مائدة تتضمن 7 اشياء تبدأ بحرف السين "هفت سين" مثل: سير _ثوم، سكه "عمله نقدية"، سنجر "فاكهه مجففه"، سبزي "خضره"، سبيكه "سبيكه من الذهب"، ساهون "حلويات"، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.
يشار إلى أن "نوروز" من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريين، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم.
نوروز[عدل]
النَّوْرُوزُ أو النَّيْرُوزُ هو عيد رأس السنة الفارسية ويصادف يوم الاعتدال الربيعي أي الحادي والعشرين من آذار/مارس في التقويم الميلادي.
يعتبر العيد أكبر الأعياد عند القومية الفارسية ويُحتفل به في إيران والدول المجاورة كأفغانستان وتركيا ويحتفل به الأكراد خاصة في شمال العراق. تعود جذور النوروز جزئيا إلى التقاليد الدينية المجوسية لكن الاحتفال بهذا العيد بقي حتى بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس ومستمر إلى يومنا هذا.
أصل الكلمة[عدل]
«نو» تعني جديد بالفارسية و «روز» تعني يوم، فتأتي نوروز مجتمعة بمعنى اليوم الجديد.[1] وقد عربت قديما وظهرت في المعاجم التراثية مثل لسان العرب باسم «النيروز».[2] وجاء في معجم «أقرب الموارد» لسعيد الخوري الشرتوني مادة نرز:
«النيروز والنوريز والأول أشهر: أول يوم من السنة الشمسية، لكن عند الفرس عند نزول الشمس أول الحمل، معرب نوروز بالفارسية ومعناه يوم جديد، وربما أريد به يوم فرح وتنزه: قيل: قدّم إلي عليّ شيء من الحلوى فسأل عنه، فقالوا للنيروز، فقال نيرزونا كل يوم. وفي المهرجان قال: مهرجونا كل يوم. اهـ.»
فقوله: عند نزول الشمس أول الحمل، معناه وقوعه في أول فصل الربيع كما قدمناه. أما الرواية بشأن علي بن أبي طالب فلم تثبت خاصة أن السلف كانوا يبتعدون عن الإحتفال بالأعياد الجاهلية.[3]
ويجمع على عيد النواريز.[4] والفعل «نَوْرَزَ» بمعنى دخل في النوروز او احتفل بعيد النوروز، قال الشاعر:
نورز الناس ونورز | ت ولكن بدموعي[5] |
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً | من الحُسن حتى كاد ان يتكلما | |
وقد نبَـه النوروز في غلس الدُجى | أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما[6] |
تاريخ[عدل]
العصور القديمة[عدل]
يروى أن الملك الفارسي جمشيد، وكان يدعى جم، كان يسير في العالم، وحين وصل إلى أذربيجان أمر بنصب عرش، وحين جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج وعرش الملك فابتهج الناس، وقالوا: هذا يوم جديد. ولأنّ الشعاع يقال له في البهلويّة: (شيد) أضيفت الكلمة إلى اسم الملك فأصبح جمشيد، وقيل بأن هذا أصل الاحتفال بهذا اليوم.[7]
وتحكي النقوش الأثرية والأدب الإيراني عامة عن احتفال الساسانيون، وهم من حكموا بلاد فارس قبل الإسلام، بيوم النوروز، حيث كان قد وضع تقويمها على أساس الحسابات التي أجراها الكهنة البابليّون والمجوس الإيرانيّون المقيمون في بابل عن طريق رصد النجوم، غير أن يوم النوروز لم يكن ثابت في ذلك الزمان حيث لم يراعى أصول الكبيسة وحدوث الاختلاطات.
ما بعد الفتح الإسلامي[عدل]
لم يحظ الاحتفال بالنوروز بعناية في صدر الإسلام، لكن بدأ الخلفاء الأمويّون يوزعون الهدايا على الفرس في أيّام النوروز وقيل أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو أول من قدم هدايا النوروز في الإسلام، وقيل أن عمر بن عبد العزيز ألغى هذه المراسيم.[7] لكن تقديم الهدايا للفرس استمر في زمن الدولة العباسية، التي قامت على أكتاف الأعاجم، فعلى سبيل المثال أهدى أحمد بن يوسف الكاتب للخليفة للمأمون سفط من الذهب. ولم يكن يوم النوروز ثابت في ذلك الزمان وكانت السنة الفارسية الشمسية تكبس على غرار ما يحصل في التقويم النصراني، لكن عطّل هذا النظام لما جاء الإسلام خوفا من الوقوع في النسئ والذي حذر من النبي .
ويقرر حمزة الأصفهاني أن النيروز في أول سنة للهجرة وافق 18 حزيران ولكنه أخطأ إذ عده اليوم الأول من ذي القعدة. وكان الخراج يجمع في يوم النوروز.[8] وفي زمن الخليفة المتوكل تقدم موعد جمع الخراج شهرين، وفي سنة 245 هـ حدد موعد النيروز يوم 17 حزيران كما كان عليه في الماضي. وقد روى الصفدي هذا التعديل في «الوافي بالوفيات»:
«جاء زمن هشام فاجتمع الدهاقنة إلى خالد بن عبد الله القسري فشرحوا له وسألوه أن يؤخر النيروز شهرا فكتب إلى هشام بن عبد الملك وهو خليفة فقال هشام أخاف أن يكون هذا من قول الله تعالى «إنما النسيء زيادة في الكفر» التوبة فلما كان أيام الرشيد اجتمعوا إلى يحيى بن خالد البرمكي وسألوه أن يؤخر النيروز نحو شهر فعزم على ذلك فتكلم أعداؤه فيه فقالوا هو يتعصب للمجوسية فاضرب عنه فبقي على ذلك إلى اليوم فاحضر المتوكل إبراهيم بن العباس وأمره أن يكتب كتابا في تأخير النيروز بعد أن يحسبوا الأيام فوقع العزم على تأخيره.[9]»
وفي مدح المتوكل قال البحتري:
لك في المجد أول وأخير | ومساع صغيرهن كبير | |
إن يوم النيروز عاد إلى العهد | الذي كان سنه ازدشير | |
أنت حولته إلى الحالة الأو | لى وقد كان حائرا يستدير |
وبقي هذا التعديل حتى أخّر الخليفة المعتضد النوروز بستين يوما ووافق وقوعه يوم 11 حزيران. جاء في تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة 282 هـ:
«فيها أمر المعتضد بالكتابة إلى الأعمال كلها جميعها بترك افتتاح الخراج في النيروز العجمي، وتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران، وسماه النيروز المعتضدي، وأنشئت الكتب بذلك من الموصل، والمعتضد بها، وأراد بذلك الترفيه عن الناس، والرفق بهم.[10]»
وقد كان الاحتفال بالنوروز قائما في الدول الإسلامية الفارسية كالدولة السامانية التي قامت في بلاد فارس في القرن الرابع الهجري. كما احتفل بها آل بويه في بغداد وقد هنأ الشاعر الشريف الرضي بهاء الدولة بالنوروز في قوله:
وأنعم بذا النيروز | زوراً نازلاً ومنتظره | |
آل بويهٍ أنتم الأمطار | والناس الخضره[11] |
كما كانت تحتفل فيه الدولة الفاطمية بمصر، وسمي بالنيروز القبطي، وفيه تقفل الأسواق ويبقى أكثر الناس في بيوتهم. قد وافق في سنة 584 هـ يوم الثلاثاء 14رجب ليوم النيروز القبطي وهو مستهل السنة القبطية - الأول من شهر توت - ويصف محمد أحمد دهمان عادات الاحتفال وظهور «أمير النيروز» فيقول:
«وفيه ظهرت المنكرات والفواحش صريحة في الشوارع وقد ركب فيه أمير النيروز وتسلط على البيوت بطلب رسم فرضه على دور الأكابر وجمع المال والهبات. وكان يجتمع المخنثون والفاسقات في هذا العيد تحت قصر اللؤلؤة بالقاهرة ليشاهدهم الخليفة وبأيديهم أسباب اللهو كالخمور، وكان الناس يتراشقون بالماء والخمور والأقذار، وإذا غلط رجل مستور وخرج من بيته فضحوه أو يفدي نفسه بمال.[12]»
وبقي يوم النيروز يتغير بسبب عدم مراعاة أصول الكبيسة وحدوث اختلاطات، وكان يتّجه إلى الخريف إلى أن حلّت هذه المشكلة على يد الشاعر والرياضيّ عمر الخيام في القرن السادس الهجري، بعد أن طلب ملك شاه السلجوقي احداث تصليحات على التقويم الإيراني، وصنف الخيام كتاب سماه «نوروز نامه»، واختير التقويم «الجلاليّ» تقويماً شمسيّاً للبلاد.
بقيت الاحتفالات بالنوروز مستمرة في الدول الفارسية اللاحقة مثل الدولة الصفوية، ويروى أن الشاه عباس، بعد أن حول عاصمة الدولة إلى أصبهان، أحيا النوروز في ساحة نقش جهان وكان ذلك سنة 1006 هـ الموافق 1597 م.[13]
النوروز في الثقافات الأخرى[عدل]
عدا إيران وأفغانستان، يحتفل بالنوروز عند كثير من شعوب آسيا الغربيّة حتّى التي لم تكن منها تحت السيطرة الإيرانيّة، وتختلف عادات الاحتفال من بلد لآخر. ومن هذا الشعوب شعوب القفقاس ودول بحر قزوين والشعب الباكستانيّ والشعب التركيّ. واحتفل الصيادون والفلاحون في ساحل شرق أفريقيا بالنوروز، ويدعى في السواحيلية بـ «النيروزى».[8]
كما يحتفل الأكراد بهذا العيد، ويعدّونه عيداً قوميّاً، ويروون أنه اليوم الذي انتفض فيه الأكراد تحت راية كاوه الحدّاد ضدّ الملك الضحّاك.[7] ويضيف الأكراد اليوم بعض المظاهر السياسية للنوروز للتأكيد على هويتهم الذاتية وتسليط الضوء على تاريخهم.[14]
النوروز اليوم[عدل]
حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز.[15] ومن مراسم النوروز تجهيز مائدة خاصة تسمى «سفره ى هفت سين» أي سفرة السينات السبع، التي تحتوي على سبعة أشياء تبدأ بحرف السين. ومن العادات الاخرى ظهور الحاج فيروز في الشوارع، ويرتدي في العادة لباسا أحمر ويصبغ وجهه بلون أسود، وبعدها يقوم بإنشاد قصائد شعبية.
وفي جلسة في شباط 2010 م، قررت اليونسكو إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه «يوم نوروز الدولي».[15]
مراجع[عدل]
- ^ ثروت عكاشة (1990 م). المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية. بيروت: مكتبة لبنان. صفحة 320.ISBN 9771446665.
- ^ لسان العرب - ابن منظور - باب نرز
- ^ بحث وتعليق حول يوم النيروز - الألوكة
- ^ تكملة المعاجم العربية - رينهارت دوزي
- ^ مجمع اللغة العربية (1425 هـ / 2004 م). المعجم الوسيط (الطبعة الطبعة الرابعة). القاهرة: مكتبة الشروق الدولية. صفحة 962.
- ^ عيد النوروز رمز التواصل والوئام الإنساني - بقلم: سمير ارشدي
- ^ أ ب ت ندى حسون. "نوروز ـ نيروز". الموسوعة العربية. هئية الموسوعة العربية سورية - دمشق. اطلع عليه بتاريخ جمادى الثانية 1437 هـ.
- ^ أ ب تحرير م. ت. هوتسما وآخرون؛ إعداد وترجمة إبراهيم زكي خورشيد (1418 هـ / 1998 م). موجز دائرة المعارف الإسلامية - الجزء الثاني والثلاثين (الطبعة الأولى). الشارقة: مركز الشارقة للابداع الفكري. صفحة 99922 - 9994.
- ^ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (1411 هـ / 1991 م). المحرر: إعتناء هلموت ريتر. الوافي بالوفيات - الجزء الأول. فيسبادن: جمعية المستشرقين الألمانية. صفحة 13.
- ^ الكامل في التاريخ - ابن الأثير
- ^ سونيا سليمان (26 نيسان (أبريل) 2009 م). "عيد النوروز الأصل التاريخي والأسطورة". مجلة تحولات - العدد الواحد والاربعون. اطلع عليه بتاريخ جمادى الاخر 1437 هـ.
- ^ محمد أحمد دهمان (1410 هـ / 1990 م). معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي (الطبعة الأولى). دمشق: دار الفكر. صفحة 23.
- ^ كريم مجدي (آذار 2016 م). "الإيرانيون يحتفلون برأس السنة الفارسية.. ماذا تعرف عن عيد "النوروز" ومثيله عند العرب؟". هافينغتون بوست عربي. اطلع عليه بتاريخ جمادى الثانية 1437 هـ.
- ^ كيف نشأ نوروز؟ - سامي شورش (مجلة أبواب العدد 12 - 1997 م)
- ^ أ ب "يوم نوروز الدولي". اليونسكو. اطلع عليه بتاريخ جمادى الثانية 1437 هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق